السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
اعترف جان كلود ماس مؤسس شركة تصنيع الرمامات الثديية "بي إي بي" أمام المحققين بأنه أنتج جل سيليكون غير مصدق عليه وذلك انطلاقا من وصفة ابتكرها وقد أخفى الأمر عن الهيئة المكلفة بعملية التصديق..
بالنسبة إليه، لا تشكل رماماته على الرغم من ذلك "أي خطر على الصحة.".
وكان ماس قد أوضح أمام رجال الشرطة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بحسب محضر الاستجواب الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس ونشرته الجمعة، "كنت أعلم بأن الجل غير مرخص، لكنني استخدمته عمدا لأن جل" بي إي بي" أقل كلفة (...) وذي نوعية أفضل".
وأوضح ماس أنه "منذ العام 1993" أي بعد عامين فقط على إنشاء شركته، "أصدرت أمرا بإخفاء الحقيقة" أمام الهيئة الألمانية "توف" المكلفة بعملية التصديق. ويأتي ذلك قبل وقت طويل على طرح الرمامات التي تجرم اليوم، في الأسواق.بالنسبة إلى الشركة، فإن عملية الاحتيال بدأت "في العام 2011"، عندما سمحت فرنسا من جديد باستخدام السيليكون في تصنيع الرمامات الثديية، بحسب ما قال تييري برينون المدير التقني الذي تسلم مهامه في العام 2006، أمام المحققين.
بعد مرحلة التجربة التي امتدت 6 أشهر، شرحوا له أن الجل الأساسي المستخدم هو من صنع "بيتي" وليس الجل الأميركي "نوزيل" الذي أعلمت "توف" باستخدامه. وقد أوضح ماس أمام رجال الشرطة أن 75% من الرمامات كانت تحتوي على جل "بي إي بي" في حين أن 25% فقط كانت تحتوي على "نوزيل".
ويشرح برينون أن "الدافع الوحيد" وراء الاحتيال كان بهدف "رفع ربحية الشركة بشكل ملحوظ". ففي العام 2009، كان ثمن ليتر واحد من جل "بي إي بي" يبلغ 5 يوروهات مقابل 35 يورو لجل "نوزيل"، الأمر الذي يعني فارق بمقدار 10 دولارات للرمامة الواحدة وربح بقيمة مليون يورو سنويا لكل 100 ألف رمامة منتجة.
وعندما تساءل المحققون متعجبين كيف تمت إعاقة عمليات المراقبة خلال فترة طويلة، أجاب جان كلود ماس أن " توف كانت تعلن عن زيارتها قبل عشرة أيام من موعدها... هكذا كانت تجري الأمور. فكنت أصدر أوامري بإخفاء جميع المستندات المتعلقة بجل "بي إي بي" غير المصدق عليه وبالعبوات. فكان الموظفون يتدبرون أمرهم لإخفائها".
بالنسبة إلى ماس، "طالما أن هذه الهيئات كانت تقوم بتفتيشها مع إخطار مسبق منظم، كان من الممكن إخفاء أي تلاعب صناعي".
وعن مكونات جل "بي إي بي" هذا، روى ماس أن "الدكتور أريون (وهو جراح التقاه ماس في الثمنينات) وضع العنصر الأساسي فيه، لكنني أدخلت تعديلات عليه في ما يتعلق بالحرارة ونسب المواد المضافة، حتى أصبح المنتج أكثر تماسكا".لكن المواد سريعا ما أثبتت قدرتها المحدودة، بحسب ما أشار برينون، خصوصا مع الاقتصاد أيضا في ما يتعلق بنوعية الأغلفة. أما النتيجة فازدياد تلف الرمامات وقلق بين الجراحين.
أضاف "عدد كبير من العاملين في الشركة والذين يعلمون بعملية الاحتيال هذه، واثقون بأن السبب يعود إلى نوعية جل بي إي بي . حتى أن الشكوك راحت تراود ماس الذي كان يتباهى بأن هذا الجل هو بمثابة ولده الثالث".
فقرر ماس تصنيع جل "بي إي بي 2" واعدا الكيميائي الذي يجد له الحل ب"رحلة رائعة".
لكن عدد الرمامات التالفة راح يتزايد في العام 2009 "ما بين 30 و40%"، بحسب ما قال كلود كوتي الذي أوضح بأنه أعلم بذلك "بواسطة مراسلات الأطباء الجراحين ودائرتنا التجارية". أضاف "كانت مهتمي تقتضي بدفع تعويضات للمريضات. وبحسب ما أذكر، سددت خلال سنة واحدة (2009-2010) ما بين 60 ألف و70 ألف يورو" لعدد تراوح ما بين 100 و150 مريضة.