تدور رحى حرب الكترونية بين "هاكرز" سعوديين واسرائيليين على خلفية اختراق الفريق الاول مواقع مؤسسات مالية اسرائيلية وكشفه معلومات عشرات الاف البطاقات الائتمانية للاسرائيليين, فقد كشفت صحيفة"يديعوت احرونوت" العبرية عن ان مجموعة قراصنة كمبيوتر إسرائيليين تمكنوا من الحصول على تفاصيل آلاف بطاقات الاعتماد تم استخدامها للشراء بواسطة مواقع الكترونية في السعودية وذلك كرد فعل انتقامي على كشف هاكر (قرصان) سعودي عشرات آلاف بطاقات الاعتماد الإسرائيلية الأسبوع الماضي".
هذه المعركة تميط اللثام عن بدء تحول شبكة الانترنت مصدرا للهلع بعد ان تزايدت خروقات المواقع الحساسة والحصول على اسرار تتعلق ببيانات مسؤولين في حكومات او اشخاص عاديين, واذا كان العديد من المراقبين اعتبر اختراق موقع"ويكيليكس" ارشيف وزارة الدفاع الاميركية وحصوله على ملايين الوثائق العائدة للبنتاغون ووزارة الخارجية الاميركية, فضيحة العصر, ما استدعى اتخاذ اجراءات حماية الكترونية اكثر حزما من السابق, فان عمليات القرصنة اليومية التي تكشف عنها وسائل الاعلام بدأت تشكل هاجسا حقيقيا للعاملين في قطاع الانترنت والعديد من المؤسسات المالية وغير المالية, فما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية امس عن ان الاف العناوين البريدية الالكترونية وكلمات السر المشفرة لمسؤولين بريطانيين في الدفاع والاستخبارات والشرطة, وسياسيين ومستشارين في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو), تم الكشف عنها على شبكة الانترنت بعد خرق قراصنة لمواقع الكترونية, ليست العملية الاكثر خطورة نسبة الى غيرها من العمليات, وبخاصة تلك التي تتعرض لها المواقع الالكترونية للمصارف والتي تؤدي الى استيلاء القراصنة على مبالغ كبيرة من الاموال عبر عمليات يصعب اكتشافها, كتلك التي كشف عنها قبل سنوات حيث تمكن قرصان اميركي من الحصول على مئات الاف الدولارات عبر جعل اجهزة المصرف تحول الى حسابه كل المبالغ التي تقل عن 50 سنتا, بعملية ربط الكتروني جعلت من هذا القرصان يقبع خلف قضبان السجن لسنوات طويلة.
فقبل ايام اعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي, أن مجموعة من قراصنة الإنترنت السعوديين (هاكرز) تمكنوا من اختراق أنظمة حواسيب مؤسسات مالية إسرائيلية والحصول على المعلومات الشخصية لمئات آلاف الإسرائيليين من خلالها, وأن "هاكرز" سعوديا هاجم حواسيب مؤسسات إسرائيلية عبر شبكة الإنترنت, وتمكن من الوصول إلى ملفات بحجم 30 ميغابايت, تحتوي على معلومات وتفاصيل شخصية لنحو 400 ألف إسرائيلي, تضمنت أسماءهم وأرقام هواتفهم وعناوينهم الدقيقة وجميع أرقام بطاقات الائتمان والاعتماد الخاصة بهم, وفق تأكيدها.
ووفقا للاذاعة الاسرائيلية فان حالة من الذعر والخوف سادت اوساط مئات آلاف الإسرائيليين, بحسب" الحديث يدور عن أكبر تسرب معلوماتي للبيانات المالية على الإطلاق" في الدولة العبرية, وكشفت الاذاعة عن أن مجموعة المخترقين الذين أطلقوا على أنفسهم مسمى "أنونيموس" نشروا المعلومات الشخصية لمئات آلاف الإسرائيليين على صفحات مواقع الكترونية عالمية عدة .
يبدو ان المجموعة ذاتها من ال¯"هاكرز" انتقلت الى اختراق مواقع اميركية, بحسب الغارديان التي نشرت" ان القراصنة الذين يعتقد أنهم جزء من جماعة "أنونيموس"(وهي المجموعة السعودية ذاتها) تعرفوا على مدخل غير مصرح به إلى معلومات شركة الاستشارات الأميركية (ستراتفور) المتخصصة في الشؤون الخارجية والقضايا الأمنية ومقرها تكساس, وحصلوا على أرقام بطاقات الائتمان الخاصة بنحو 75 ألف مشترك في الشركة وعناوينهم, بما في ذلك 462 حساباً في المملكة المتحدة".
كما ورد في تقرير الصحيفة" إن معلومات مفصلة عائدة ل¯ 221 مسؤولاً عسكرياً بريطانياً و242 من موظفي حلف الأطلسي كانت من بين قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات الخاصة التي كشف عنها القراصنة, كما تم الكشف عن تفاصيل الموظفين المدنيين العاملين في قلب الحكومة البريطانية, بما في ذلك ديوان رئاسة الوزراء والمستشارون في منظمة الاستخبارات المشتركة, التي هي بمثابة عيني وأذني رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حيال المعلومات الحساسة. وإن سبعة مسؤولين في ديوان رئاسة الوزراء, و45 مسؤولاً بوزارة الخارجية, و14 مسؤولاً بوزارة الداخلية,و67 ضابطاً في شرطة سكوتلند يارد ومسؤولين آخرين في الشرطة, واثنين من موظفي الأسرة الملكية, كانوا من بين الدوائر الحكومية البريطانية الأخرى المتأثرة بعملية القرصنة. كما أن هناك أيضاً 23 شخصاً يعملون في مجلسي العموم واللوردات البريطانيين, من بينهم النائب العمالي جيريمي كوربن, كانوا من بين ضحايا عملية القرصنة".
ولم يقتصر الخرق على المسؤولين البريطانيين, اذ ووفقا للصحيفة فان 173 جنديا أميركيا خدموا في أفغانستان و170 في العراق تعرضوا للاختراق من القراصنة, الذين نشروا أيضاً بيانات شخصية لنائب الرئيس الأميركي السابق دان كويل ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر.
ونسبت "الغارديان" إلى متحدث باسم الحكومة البريطانية قوله "نحن على علم بنشر تفاصيل مشتركين في موقع ستراتفور على شبكة الانترنت, وفي الوقت الحاضر لا يوجد أي دليل على أي تهديد لأنظمة حكومة المملكة المتحدة, وتم إصدار توجيهات بشأن التعامل مع مثل هذه التهديدات للدوائر الحكومية".
آلــمــصــدر
http://www.dd-sunnah.net/news/view/id/8541